كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



بل إن إسرائيل تمزج في المستوطنات التي يقيمها المهاجرون الجدد في الضفة الغربية وقطاع غزة بين مهاجرين مدنيين يلبسون الملابس العسكرية وعسكريين من الوحدات الخاصة يلبسون ملابس مدنية!!
يقول بن جوريون: «إن إسرائيل لا يمكن أن تبقى إلا بقوة السلاح».
أما مباحثات السلام الوهمية فإن الهدف الحقيقى منها إعطاء المزيد من الوقت لتحقيق هدفين كبيرين لليهود:
1. استكمال وصول المهاجرين اليهود إلي إسرائيل «مليون مهاجر» وتدريبهم عسكريًا.
2. استكمال البنية العسكرية الاسرائيلية اللازمة لشن الحرب القادمة ضد جميع الدول العربية القريبة والبعيدة سواء!
إن هنرى كسينجر- وزير الخارجية الأمريكى الأسبق- وهو العقل المدبر لليهود في عالمنا المعاصر يقول: أليس التسويف مما يلبى مصالح إسرائيل؟! على النحو الأفضل، ولو لمجرد أن العرب سوف يقبلون غدا ما يرفضونه اليوم!! ثم تكون مفاوضات جديدة، وهكذا!!
وقد دعا هذا اليهودى قبل ذلك إلي مبدأ: الأرض مقابل كسب الوقت» واستثمار الفرص المتاحة على الوجه الأمثل، دون التورط في مشاريع تستهدف سلاما نهائيا.اهـ.
إن اليهود يفكرون بطريقة تختلف تمام الاختلاف عن غيرهم من البشر، وهم أشد الناس عداوة لنا- كما ذكر القرآن الكريم- ونحن في الواقع نتعامل مع عدو نجهله ولا نعرفه!!
وسنضرب لذلك ثلاثة أمثلة:
* المثال الأول: عندما زار مناحم بيجن القاهرة، وقف أمام أهرامات الجيزة وقال: «هؤلاء أجدادنا بناة الأهرام»؟؟!!
نحن في مصر- بل والعالم أجمع- نعلم علم اليقين أن الفراعنة هم بناة الأهرام، فهل الفراعنة أجداد اليهود؟
إن مناحم بيجن يريد ان يثبت وجودا تاريخيا لأجداده في مصر بهذه العبارة، وأن إسرائيل دولة شرق أوسطية، ولها جذور تاريخية في المنطقة من أيام الفراعنة، من ثم فمن حقها البقاء، بل ومن حقها التحكم في المنطقة، بل وقيادتها تعبيرا عن الوظيفة التاريخية لليهود، وعملا بنظرية «نحن شعب الله المختار»!!
* المثال الثانى: سرقت إسرائيل آثارًا مصرية وآثارًا عراقية!! ثم أقامت لها معرضا في النمسا، بعد أن تم الإعداد له على مدى عامين، وشارك في دعم المعرض (58) هيئة نمساوية، وافتتح «نتن ياهو» المعرض وسط دعاية إعلامية مكثفة، وكان عنوان معرض الآثار المسروقة هو: «آثار أرض التوراة»!!
ماذا يريد اليهود بذلك؟
إسرائيل تريد أن تقيم دولة كبرى من النيل إلى الفرات! ومحتويات المعرض المسروقة تصور حدود الدولة المزعومة، والمعرض يسمى «آثار أرض التوراة»!!
إذن أرض التوراة تشمل العراق، وتمتد إلى مصر، مرورا ببلاد الشام! هكذا تقول آثار أرض التوراة المسروقة!!
أرأيت كيف يفكر اليهود؟!!
* المثال الثالث: يوجد في سياسة إسرائيل مبدأ توزيع الأدوار، وهى سياسة تتسم بالمكر والخبث والخداع والدهاء؟!
أحيانًا نسمع أو نرى أو نقرأ عن وجود أحزاب في إسرائيل تؤيد السلام وتتظاهر ضد «نتن ياهو»، وترفع لافتات تأييد للفلسطينيين، فنفرح ونستبشر بهذا الفتح، ونحدث أنفسنا باقتراب النصر، وقد نستغرق في الخيال فنتوهم أن هذه المظاهرات الصاخبة ستتحول إلى مواجهة مسلحة، وأن اليهود سيقتل بعضهم بعضا، ويهزم بعضهم بعضا!! لكن شيئا من ذلك لا يحدث، ذلك لأن الحكومة الإسرائيلية عندما تتخذ موقفا متعنتا أو صلبا وغير مقبول من الطرف الأخر في المباحثات، تدفع بقوة جانبية من أحزابها- وكلهم يهود- للأخذ بزمام الموقف لتليين الطرف الأخر، وتخدير مشاعر الجماهير الغاضبة، ومع ذلك فنحن نخدع بالتصريحات والتعبيرات المتعاطفة، مع أنها لا وزن لها في الواقع، إنما هي أدوار يتقاسمها اليهود، لتحقيق مآربهم وإدراك أهدافهم.
أرأيت كيف يفكر اليهود؟!
{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال:30].
قد تبين لنا بعض جوانب الخطر اليهودى على الإنسانية، ورأينا العين الأساليب الخبيثة والطرق الماكرة والحيل الملتوية التي يفكر اليهود بها ويعيشون بها ولها!!
ونواصل حديثنا عن اليهود تبصيرا وتحذيرا، فنقول مستعينين بالله: توجد مفاهيم سائدة في الفكر اليهودى يعتقدونها حقائق ثابتة.
أهمها:
* أولًا: الصراع في منطقة الشرق الأوسط هو صراع بين إسلام متخلف ويهودية متقدمة! وليس صراعا بين قومية عربية وقومية صهيونية، وتقوم فلسفة اليهود على أساس أن منطقة الشرق الأوسط لا يوجد بها سوى عالم إسلامى! وأن القومية العربية هي اختراع خلقه الوهم الغربى!
وهذا يعنى بوضوح أن اليهود يخوضون ضدنا حربا دينية، ويتقربون إلى الله بتخريب بلادنا، وإفساد أخلاقنا، وتدمير اقتصادنا، ونحن نقاوم ذلك وندافع عن أنفسنا تحت راية القومية العربية وليست القومية الإسلامية.
ومع أن اليهود يعلنون دائما أن حربهم معنا مقدسة، وأن التوراة هي التي أمرتهم بذلك وحثتهم عليه، فإنهم يطلبون منا أن لا نرفع راية الجهاد الإسلامى وأن يتوقف الحديث عن هذه الفريضة الغائبة. يقول إسحاق شامير في مؤتمر مدريد (31/ 10/ 1991م): (إننى أناشدكم إلغاء الجهاد ضد إسرائيل).
وقد ظهرت مجموعة من الكتاب أحباب اليهود في مصر وغيرها تطالب بتحقيق هذه الرغبة لليهود! وبرغم هذا الوضوح فإن بين صفوفنا قوم في القمة والقاعدة يصرون على أن الدين لا دخل له بصراعنا مع اليهود.
وهذا شيء عجيب، وغريب، ومريب، في نفس الوقت!!
*ثانيًا: يعتقد اليهود أن الصراع الذي بيننا حتمي لا يمكن التهرب منه، وأن المواجهة بيننا قائمة، والحرب قادمة، وكل ما يجرى الآن هو مناورات لكسب الوقت، وليست لحل الأزمة، وآخر هذه المناورات الاتفاق الأخير بين رئيس وزراء إسرائيل ورئيس بلدية فلسطين- كما يسميه بعض الكتاب- والذى يعد نكسه جديدة للقضية الفلسطينية.
وكان أهم عناصر المناورة اليهودية هو عزل مصر عن المشاركة في صياغة القرار، والاكتفاء بإحاطتها علما بما يحدث بعدما حدث، وبما يجرى بعدما جرى، وذلك ليقينهم بأن الرئيس مبارك له رأى واضح للحفاظ على حقوق المسلمين في فلسطين.
والإتفاق الأخير هو عقد إذعان يشبه عقود تركيب التليفونات، فأنت تناقش نصوص العقد لتفهم بغير اعتراض ولا تعديل! وكان من أهم بنود الاتفاق:
1. الانسحاب من (13%) من الضفة الغربية، والحقيقية أن الانسحاب من (1 %) فقط!! حيث نص الاتفاق على أن (1 %) تخضع للسيطرة الفلسطينية الكاملة، و(12%) تخضع للسيطرة الإدارية فقط!!
2. فتح مطار رفح للفلسطينيين حتى يتمكنوا من السفر بالطائرات كغيرهم من البشر؛ أما الإشراف الأمنى بكل أبعاده فهو لليهود!! وهذا يعنى أنه مجرد إذن بالسفر من قبل السلطات الإسرائيلية.
3. محاكمة كل من ترغب إسرائيل في محاكمته من الفلسطينيين تحت إشراف المخابرات الأمريكية.
والخلاصة: أن الوفد الفلسطينى رجع من أمريكا بحقائب مليئة بخيبة الأمل والإحباط والتسليم والإذعان.
وهكذا يسعى اليهود بخطوات سريعة في اتجاه الهدف المنشود «دولة يهودية من النيل إلى الفرات».
ثالثًا: وهى حقيقة من أغرب المعتقدات اليهودية التي لا يعرفها الكثيرون، وذلك باعتقادهم أن استئصال اليهود كان هدفا لكل الدول الأوروبية فترة الحكم النازى في ألمانيا، وذلك بتواطؤ هذه الدول مع المانيا، وأن التعاطف مع اليهود بعد ذلك مرحلة مؤقتة أو عابرة يمكن أن تتعصب أوربا بعدها ضد اليهود! ولذلك تسعى إسرائيل غلى فرض نفسها كدولة شرق أوسطية، وليست امتدادا للحضارة الغربية.
رابعًا: يقول خبراء السياسة: إن ورقة الإسلام هي العنصر الأساسى الذي يستغله اليهود لتفتيت منطقة الشرق الأوسط والسيطرة عليها، وذلك بالعمل في محورين في وقت واحد:
الأول: تشويه التراث الإسلامى وتصوير الإسلام على أنه إرهاب.
الثانى: خلق القناعة بأن التراث الإسلامى مستمد من أصول يهود، وذلك لإظهار فضل اليهودية على الإسلام، بل ويتحدث بعضهم عن وجود مصادر يهودية للقرآن الكريم!!
وعندما يتحدثون عن حوار الحضارات يسعى اليهود إلى ترسيخ مفهوم خلاصته، أن الفكر اليهودى هو المصدر الأصيل والمباشر للفكر الكاثوليكى عند النصارى وللفكر الإسلامى عند المسلمين!!
خامسا: يعتقد اليهود أن التعامل مع المنطقة العربية يجب أن ينبع من مفهوم القوة والعنف، لأن هذه المنطقة لا تفهم سوى هذه اللغة! وبناء على هذا فاليهود يستعدون للحرب، ونحن نعد العدة لسلام دائم مع قوة لا يريدونه ولا يبحثون عنه، بل ولا يفكرون فيه!!
كما يعتقد اليهود بأن إيران ليست ضد إسرائيل؛ لأن العلاقة بين إيران واليهود علاقة تاريخية، وهناك ترابط حضارى بين الشعبين الفارسى، واليهودى!!
ويؤمن اليهود بأن العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ليس محورها حاجة إسرائيل إلى الولايات المتحدة؛ وإنما هو حاجة الولايات المتحدة إلى إسرائيل!! وعلى هذا ينبغى أن يقوم تحالف بينهما على قدم المساواة والندية.
* بعد عرض هذه المعتقدات الخمسة السائدة في الفكر اليهودى ينبغى أن نلحظ بوضوح أن أهداف الولايات المتحدة الأمريكية في بلادنا العربية «فى الشرق الأوسط» تتلاقى وتنطبق تمام الانطباق مع أهداف اليهود، فهما في المصالح والأهداف وجهان لعملة واحدة! وتتركز الأهداف الأمريكية على محاور ثابتة من أهمها:
- فرض التخلف على منطقة الشرق الأوسط عن طريقين: خلق عدم استقرار للحكومات وإثارة القلاقل والفتن الداخلية مما يعوق النمو والتقدم الاقتصادى لتلك الدول، حتى تصبح كالأيتام على موائد اللئام.
والطريق الثانى: استنزاف ثروات المنطقة في عمليات شراء السلاح، وقد نبه على ذلك الرئيس مبارك في لقائه مع الصحفيين الأفارقة.
- وتهدف الولايات المتحدة أيضا إلي منع المنطقة من الوحدات الحقيقية، بتمزيقها وتحويلها إلي كيانات هشة ومتصارعة، وتجنى إسرائيل ثمرة هذين عندما ترى نفسها تواجه دولًا قد أنهكها التمزق والتخلف.
- بعد هذا البيان: نسوق إلي القارىء الكريم نماذج حية يشاهد من خلالها بوضوح: كيف يفكر اليهود؟
- يقول بن جوريون- وهو من كبار قادة اليهود ورئيس وزراء سابق: «على من يقود السياسة الاسرائيلية ان يتصور نفسه راكبا دراجة، ويريد أن يصعد الجبل!! وهو ينتظر حتى يجد حافلة متجهة إلي اعلى، فيضع نفسه في وضع يجعله مشتبكا مع الحافلة، ولا يفعل أكثر من ان يغير وضعه تبعا لحركة الحافلة في صعودها إلي أعلى، ولا يتعب نفسه ولا يبذل جهدًا أكثر من الإحتفاظ بتوازنه» فاليهود نبات متسلق، ولا ينمو إلا على ساق نبات أخر اسمه أمريكا!! أرأيت كيف يفكر اليهود!!